الخميس، 27 أكتوبر 2011

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في الكتاب والسنة :


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أما بعد أخي الحبيب اختي الغالية: في هذه الأيام تحن قلوب كثير من المؤمنين إلي زيارة بيت الله الحرام ولعلمه سبحانه وتعالي بعدم قدرة الكثيرين علي الحج كل عام فقد فرضه علي المستطيع مرة واحدة، ومن رحمته الواسعة جعل موسم العشر الأوائل من ذي الحجة مشتركاً بين الحجاج وغيرهم فمن عجز عن الحج في عام قدر علي الاجتهاد في العبادة في هذه العشر، فتكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج .

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في الكتاب والسنة :

1- أقسم الله عز وجل في كتابه لشرفها وعظمها قال -تعالي-: "والفجر وليال عشر" قال ابن كثير -رحمه الله-: "المُراد بها عشر ذي الحجة" كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم وقال تعالي " ويذكروا اسم الله في أيام معلومات " قال ابن عباس "أيام العشر" - وهي جملة الأربعين التي واعدها الله عز وجل لموسي عليه السلام "وواعدنا موسي ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر".

2- وفي البخاري وغيره أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام 'يعني العشر'، قالوا: "يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال -صلي الله عليه وسلم-: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". وقد دل الحديث علي أن العمل في هذه الأيام العشر أحب إلي الله من العمل في أيام الدنيا كلها من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلي الله فهو أفضل عنده. وروي قدر المضاعفة في روايات مختلفة منها أنه يضاعف إلي سبعمائة؛ قال أنس بن مالك : "كان يُقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف" قال الحافظ بن حجر في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز العشر من ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتي ذلك في غيره".

3- وفيها يوم عرفة الذي أقسم الله -عز وجل- به في كتابه فقال: "والشفع والوتر" فهو الشفع وهو الشاهد لقوله -صلي الله عليه وسلم- "الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة" 'الترمذي وأحمد'، وهو أفضل الأيام ففي الحديث "أفضل الأيام يوم عرفة" 'ابن حبان في صحيحه'، وهو يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها والعتق من النار والمُباهاة بأهل الموقف؛ ففي الحديث "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو ثم يباهي ملائكته فيقول ما أراد هؤلاء " 'صحيح مسلم'

* كيف يستقبل المسلم هذا الموسم العظيم؟

1' بالتوبة الصادقة النصوح وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي؛ فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه.

2' كذلك تُستقبل مواسم الخيرات بالعزم الصادق الجادّ علي اغتنامها بما يُرضي الله؛ فمن صدق الله صدقه الله، ونية المؤمن خير من عمله.

3' من نوي الأضحية فعليه ألا يأخذ شيئاً من أشعاره وأظفاره منذ أول يوم في شهر ذي الحجة؛ ففي الحديث "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يُضحّي فليمسك عن شعره وأظفاره حتي يُضحّي" 'صحيح مسلم'

* ما هي الأعمال التي يُستحب للمسلم أن يفعلها في هذه الأيام ليكون من الفائزين؟

من اليوم الأول إلي اليوم الثامن من ذي الحجة:

1-الصلاة: يجب المحافظة عليها في جماعة والتبكير إليها والإكثار من النوافل وقيام الليل؛ فإن ذلك من أفضل القربات؛ ففي الحديث "عليك بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة " 'مسلم'.

2-الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة؛ ففي المسند والسنن عن حفصة أم المؤمنين أن النبي صلي الله عليه وسلم "كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر". وفي سنن أبي داود عن بعض أزواج النبي -صلي الله عليه وسلم- "كان لا يدع صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر"، وكان عبد الله بن عمر يصومها، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً.

3-القيام: مُستحب وكان سعيد بن جبير إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتي ما يكاد يقدر عليه، ورُوي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" تعجبه العبادة.

4-الإكثار من الذكر: 'التكبير والتهليل والتحميد'؛ ففي مسند الإمام أحمد أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلي السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

وقال الإمام البخاري: "وكان عمر يُكبّر في قبته بمني فيسمعه أهل المسجد فيُكبّرون ويُكبّر أهل الأسواق حتي ترتج مني تكبيرا"ً.

وكان ابن عمر يُكبّر بمني تلك الأيام وخلف الصلوات وعلي فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً والمُستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

اليوم التاسع من ذي الحجة 'يوم عرفة':

بالإضافة إلي ما سبق ... من أراد أن يفوز في هذا اليوم بالعتق من النار وغفران الذنوب فليحافظ علي هذه الأعمال فيه وهي:

1-صيام ذلك اليوم .... ففي الحديث "صيام يوم عرفة أحتسب علي الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده" 'صحيح مسلم'.

2-حفظ الجوارح عن المحرمات مطلقاً في هذا اليوم .... ففي الحديث "يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له" 'مسند الإمام أحمد'.

3-الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص .... ففي الحديث "كان أكثر دعاء النبي -صلي الله عليه وسلم- يوم عرفة 'لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, بيده الخير وهو علي كل شيء قدير'" 'مسند الإمام أحمد'، وفي رواية الترمذي "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي 'لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير'".

4-كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار .... فإنه يُرجي إجابة الدعاء فيه, وكان من دعاء علي بن أبي طالب 'اللهم اعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال واصرف عني فسقة الإنس والجان' وليحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق من النار كالكبر والإصرار علي المعاصي.

وأنت يا أخي الحبيب .. يا من فاتك الوقوف بعرفة ماذا عساك أن تفعل؟!

هذا برنامج لمن أراد أن يفوز بثمرات هذا اليوم

'1'نم ليلة عرفة مبكرً لتستيقظ قبيل فجر عرفة لتتسحر للصيام واذهب للمسجد وحافظ علي الصلوات الخمس في جماعة خلف الإمام مدركاً تكبيرة الإحرام.

'2'بعد الصلاة قُل أذكار الصباح ثم امسك المصحف وابدأ من سورة البقرة وانو ختم القرآن.

'3'لا تخرج من المسجد، لا تتكلم مع أحد، انشغل بالقرآن فقط، اقرأ في السنن ما تحفظه من السور ولا تعيد تلاوتها واحسبها من القراءة.

إذا نفذت هذا البرنامج فأبشر بهذه البشريات:

'أ'صوم يوم عرفة صوماً حقيقاً حفظت فيه جوارحك عن المعاصي والآثام فيُرجي أن ينطبق عليك حديثان الأول: "صيام يوم عرفة أحتسب علي الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده" 'صحيح مسلم' - الثاني "يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له" 'مسند الإمام أحمد'.

'ب'تستطيع أن تقرأ القرآن كله وتنتهي من تلاوته قبل المغرب بنصف ساعة -ولا تستعجب؛ فهذا مُجرب في عصرنا الحاضر- وكل حرف بعشر حسنات، فكم من الحسنات ستنال؟

'ج'تقول أذكار المساء قُبيل المغرب وتكثر من الدعاء وخاصة بالمغفرة والعتق من النار وقول 'لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو علي كل شيء قدير'.

'د'ستخرج من المسجد بعد صلاة المغرب لتفطر في بيتك وستشعر أن الدنيا قد تغيرت حولك لأنك بالفعل تغيرت من داخلك، فهلا فزت بهذه الأعمال في يوم واحد؟ ولن تموت منها وادفع النوم قدر استطاعتك بأن تقرأ وأنت تسير في المسجد فمن عرف ثمرات الاجتهاد في العبادة في هذا اليوم هانت عليه المشقة، وإن مت فأنعم بها من ميتة حسنة.

اليوم العاشر من ذي الحجة 'يوم النحر .. يوم عيد الأضحي'

يغفل كثير من المسلمين عن فضل هذا اليوم الذي عدّه بعض العلماء بأنه أفضل أيام السنة علي الإطلاق حتي من يوم عرفة، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبي داود "أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" ويوم القر هو اليوم الحادي عشر للاستقرار في مني.

ومن أهم عبادات هذا اليوم:

1-الالتزام بالآداب الإسلامية والسنن الواردة في ذلك ومنها:

أ-الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب بدون إسراف ولا إسبال.

ب- تأخير طعام الإفطار حتي الرجوع من المصلّي ليأكل من أضحيته أو غيرها.

ج- أن يذهب إلي صلاة العيد في المصلّي خارج المسجد ماشياً ومعه أهل بيته 'حتي النساء الحُيّض' والأطفال، ويذهب من طريق ويرجع من طريق آخر ويستمع إلي الخطبة والذي رجحه المحققون من أهل العلم أن صلاة العيد واجبة لقوله -تعالي- "فصلّ لربك وانحر".

د- الحرص علي أعمال البر والخير من صلة الرحم وزيارة الأقارب والجيران والعطف علي المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم ويهنّئ إخوانه المسلمين بقوله 'تقبل الله منا ومنك'.

هـ- الإكثار من التكبير ويبدأ من فجر يوم عرفة إلي عصر آخر أيام التشريق 'وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة لقوله -تعالي- "واذكروا الله في أيام معدودات"' وصفته أن تقول 'الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد' ويُسن جهر الرجال به في المساجد عقب الفريضة أو النافلة وفي البيوت والأسواق ولم يرد دليل علي تخصيص عدد معين عقب الصلاة كما أن التكبير ليس بديلاً عن أذكار ما بعد الصلاة، ومن البدع زيادة رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة زيادة علي ما يسمع نفسه ومن يليه وجعله علي وتيرة واحدة وصوت واحد فضلاً عما فيه من تشويش وإيذاء للمسبوقين في صلاتهم والأصل القرآني يؤيد ذلك؛ قال تعالي: "واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول".

2- الأضحية:

أ- وقتها: بعد صلاة العيد ولا تُجزئ قبل الصلاة للحديث "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر من فعل هذا فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدّمه لأهل بيته" 'صحيح البخاري'.

ب- حكمها: سنة ثابتة بالكتاب والسنة، وهي واجبة علي أهل كل بيت مسلم قدر أهله عليها، وذبحها أفضل من التصدق بقيمتها بإجماع الأمة؛ ففي الحديث الصحيح "من كان له سعة ولم يُضح فلا يقرب مُصلانا"، قال الإمام أحمد: "أكره ترك الأضحية لمن قدر عليها" وكذلك قال الإمامان مالك والشافعي.

ج- فضلها وثوابها: في الحديث: "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلي الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله -عز وجل- بمكان قبل أن يقع علي الأرض، فطيبوا بها نفساً"، وفي الحديث "سُئل رسول الله -صلي الله عليه وسلم- عن الأضاحي فقال: "سنة أبيكم إبراهيم", قالوا: "ما لنا منها؟" قال -صلي الله عليه وسلم-: "بكل شعرة حسنة", قالوا: "فالصوف؟", قال -صلي الله عليه وسلم-: "بكل شعرة من الصوف حسنة" 'أخرجه ابن ماجة والترمذي'.

د- صفتها:

'1' الضأن سنة، والماعز سنة ودخلت في الثانية، والإبل ما دخلت في الخامسة، والبقرة ما دخلت في الثالثة.

'2' أن تكون سليمة خالية من كل عيب، فلا تكون عوراء أو مريضة أو هزيلة أو مكسورة القرن، وأفضلها الكبش الأقرن الأبيض.

هـ- ما يُستحب عند ذبحها:

'1' يتوجُّه للقبلة ويقول 'بسم الله، الله أكبر، اللهم هذا منك ولك'.

'2' لا يُعطي الجازر أجرة عمله من الأضحية أو جلودها.

و- تقسيمها: يُستحب أن تقسّم ثلاثاً: لأهل البيت ثلث والتصدق بثلث ويُهدي ثلث للأقارب والجيران.

أخي الحبيب .. احذر هذه المخالفات الشرعية في العيد:

'1' الاستماع للغناء والموسيقي:

وهو محرم بنص القرآن والسنة وكلام الأئمة؛ فلقد ذكره الله في القرآن وسمّاه 'لهو الحديث - الزور - الباطل - المُكاء والتصدية - صوت الشيطان'، وفي صحيح البخاري مُعلقاً بصيغة الجزم أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف - ولينزلن أقوام إلي جنب علم ويروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون: 'ارجع إلينا غداً' فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلي يوم القيامة"، وفي الحديث الحسن "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة"، وأيضاًَ: "إني لم أُنه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة: لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة: لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان"، وأيضاً "يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف" قيل "يا رسول الله ومتي ذلك؟!" قال: "إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشُربت الخمور"، قال عبد الله بن مسعود: "الغناء يُنبت النفاق في القلب"، وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "الغناء رقية الزنا".

'2' الاختلاط بالنساء أو مصافحتهم أو النظر إليهم:

ففي الحديث المتفق عليه "إياكم والدخول علي النساء" فقال رجل من الأنصار: "يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟" قال: "الحمو الموت" والحمو 'أقارب الزوج' فشبهه بالموت دلالة علي الغاية في الشر والفساد، وفي الحديث "لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" 'الطبراني ورجاله رجال الصحيح'، وفي الحديث المتفق عليه "العينان زناهما النظر".

'3' تخصيص يوم العيد بزيارة القبور: وهذه بدعة مُنكرة.

'4' عدم التعاطف مع الفقراء والمساكين:

فيظهر أبناء الأغنياء السرور والفرح دون مراعاة لشعور الفقراء وفي الحديث المتفق عليه "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه"

'5' الإسراف والتبذير:

ففي الحديث "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتي يُسأل عن أربع" وذكر منها "... وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه ..." 'رواه الترمذي'.

'6' الألعاب المحرمة مثل:

أ- النرد؛ ففي صحيح مسلم "من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه"، وفي رواية الحاكم "من لعب بالنرد فقد عصي الله ورسوله".

ب- الشطرنج 'وأكد جمهور العلماء علي تحريمه'

جـ- اللعب بالحمام "طائر الحمام" ففي الحديث "شيطان يتبع شيطانة" 'أبو داود'

د- الياناصيب والرهان

وأخيراً احذر أخي الحبيب أن تنقلب فرحتك بالعيد إلي معاصي وانغماس في الشهوات؛ فليس العيد فرحاً بالمأكول والمركوب والملبوس والمشروب، بل العيد لمن غُفرت له الذنوب.

أخي من فاته الحج هذا العام:

أخي لئن سار القوم وقعدنا، وقرّبوا وبعدنا، فما يؤمننا أن نكون ممن 'كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين'، يحق لمن رأي الواصلين وهو منقطع أن يقلق، ولمن شاهد السائرين إلي ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن.

إخواني: إن حُبستم العام عن الحج فارجعوا إلي جهاد النفوس أو أُحصرتم عن أداء النُسُك فأريقوا علي تخلفكم من الدموع ما تيسّر؛ فإن إراقة الدماء لازمة للمُحصر ولا تحلقوا رؤوس أديانكم بالذنوب؛ فإن الذنوب حالقة للدين ليست حالقة للشعر، وقوموا له باستشعار الرجاء والخوف مقام القيام بأرجاء الخيف والمشعر، ومن كان قد بُعد عن حرم الله فلا يبعد نفسه بالذنوب عن رحمة الله؛ فإن رحمة الله قريب ممن تاب إليه واستغفر، ومن عجز عن حج البيت أو البيت منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه ممن دعاه ورجاه أقرب من حبل الوريد.

* ويقول ابن رجب أيضاً:

"من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه

من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبيت عزمه علي طاعة الله وقد قربه وأزلفه

ومن لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف

من لم يقدر علي نحر هديه بمني فليذبح هواه هنا وقد بلغ المني

من لم يصل إلي البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلي من دعاه ورجاه من حبل الوريد".

* يقول ابن الجوزي في الحجيج ومنازلهم: "إن لم نصل إلي ديارهم فلنصل انكسارنا بانكسارهم، إن لم تقدر علي عرفات فلنستدرج ما قد فات، إن لم نصل إلي الحجر فليلن كل قلب حجر، إن لم نقدر علي ليلة جمع ومني فلنقم بمأتم الأسف هاهنا

أين المنيب المُجد السابق؟ هذا يوم يُرحم فيه الصادق

من لم ينُب في هذا اليوم فمتي ينيب ومن لم يُجب في هذا الوقت ومن لم يتعرف بالتوبة فهو غريب".

* أسفاً لعبد لم يُغفر له اليوم ما جني، كلما همّ بخير نقض الطود وما بني، حضر موسم الأفراح فما حصّل خيراً ولا اقتني، ودخل بساتين الفلاح فما مد كفاً وما جني، ليت شعري من منا خاب ومن منا نال المُني؟؟

* فيا إخوتي إن فاتنا نزول مني، فلنُنزل دموع الحسرة هاهنا، وكيف لا نبكي ولا ندري ماذا يراد بنا؟! وكيف بالسكون وما نعلم ما عنده لنا؟!
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق